الإنسان المقذوف .. !
الإنسان المقذوف .. ! يعيش هذا الناطق حياته باعتبارها المحور الذي تدور حوله جل الاهتمامات في بيئته، متطلعا إلى صناعة مشروعية وجوده إزاء الآخر، ولكن هذه النقلة نحو التفكير بهذا الآخر تكبله دون وعي، وتجعله أسيرا لتقلبات قناعات لا تمثله.. محولا أناه قسرا من ذاتيتها المتأصلة إلى موضوعات مرتهنة في يد موازية.. ومنتقلا من جوهره الوجودي إلى الوجود العرضي، ليضيف إلى سرب المألوف المتكثر، والآمن بقوة أثره، وتأثير جمهرته، رقما جديدا في كتلة الجمود المتوارثة، التي تميل إلى تكرار أفعالها بلا بصيرة، فيتمدد التأثير الجمعي على حدود تفكيره، ويبني على عقله أسوارا من ضبابية الرؤية حتى يُدجّن ويألف حياتهم، و يخلص في محاكاة مظاهرهم، في حلبة التثوير! ولأن أكثرهم يعمهون، فإن القليل من يدرك أن المنطق الأعوج أحكامه مضللة، وأغلب التجريد هو نوع من التهيؤات، وأن أول عتبات الوعي في الاتجاه نحو الذات الخالصة بملكاتها، وإحياء مقومات تفردها، للخروج من قهر التماثل المطلق.. حينئذ تبدأ رحلته النوعية التي تصنعها هذه الذات الوليدة، بخطواتها المتأخرة من لحظة قرار عودتها لحجرها حتى تفكيك أغلال ما كان محظورا.. ه